Saturday, August 2, 2014

ألا ليت اللحى كانت حشيشاً*** فنعلفها خيول المسلمينا


 كدبة المشروع الاسلامي والحركة الاسلامية!! لو اهتم من يسمون أنفسهم بالأسلاميون بتربية جيل يعرف الاباء والعزة ويتسلح بالعلم قبل أن يكتسب الايمان لما ظهر جيلا مثل هذا يستشري فيه الغباء ويموج في ظلمات الجهل والانحطاط بكافة انواعه. لكنهم ربوا شيئاً أعظم وأقيم وهي "لحاهم" فقاموا عليها بالتهذيب والصبغ ودهنها بالطيب. فصار الحليق ليس منهم ويُنظر اليه كما لو ان له قدماً في النار واخرى خارجها بينما ذو اللحية الكثة صار للمتقين اماما. فكلما طالت لحية الشيخ فلان زاد علمه وفقهه. وحاشاك ان تنتقده! فهو رجل ذو لحية كثة اي شبيها بالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) الذي هو براء من جُل أفعالهم ومن سوء مكرهم. نعم انهم وان تشبهوا بالمظهر لكنهم نسوا الجوهر. فأين تلك اللحى الطويلة مما يجرى الأن. أين أصوات حناجرهم الجهورية التي طالما أزعجت الكسالى والمقصرين وأفسدت مزاج المذنبين. أهم في اعتكاف طويل أم في سفرٍ بعيد؟!!! تراودني صور يوم أن أطلوا علينا عبر شاشات التلفاز او من فوق منابر المساجد ليرموا ثورة  الشعب بأنها "الفتنة" التي على الجميع الا يشارك فيها. ويصموا التظاهر وقول الحق ضد المتجبرين بأنه يؤدي لسفك الدماء ويمزف البلاد والعباد. ونادوا بالسكوت والتراجع عن سبل النضال حقنا للدماء. ولكن خابت مساعيهم فلم يستمع لهم أصحاب القضية وبدأ الكثير في اعادة تشغيل عقولا أنهكها الخمول وأكلها الصدأ.  وبعد ان انقلب الميزان وتحولت "الفتنة" الي الـ "ملحمة" صدروا أنفسهم على انهم كانوا من أبطالها. أيها الافاكون! كيف كنتم من أبطالها ولم يكن لكم قبول شعبي سوى من محبيكم أو من اتبعوا مذاهبكم. فلم يتبع هؤلاء الا كل ساذج أو طيب او منتفع او طيب ذو قدرٍ متواضع من العلم والتمييز. علما بأن هؤلاء نصبوا أنفسهم ليفكروا ويجتهدوا ويستنبطوا لغيرهم, وعلى هؤلاء أن يتقبلوا كل ما يتقيؤه وينفذوه بحذافيره. أين هي تللك اللحي التي طالما ملأت صحائف وخزنت في شرائط واقيم لها مؤتمرات وسار ذكرها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا يهتدي بحكمتها اهل الضلال وتنقشع ببصيرتها اصحابها الغشاوة عن أهل الغي والظلمات. انهم جبناء وتنابلة في بلاط غير مرحب بهم فيه. يفتون لهذا ويبررون لذاك أملا في اظهار انهم على الحق المطلق الذي لا يأتيه باطل وان مواقفهم كانت سديدة وان كان ظاهرها مناصرة الظالم. هم يعلمون بفشلهم وأن لا مصداقية لهم بعد اليوم. وصدق "ابن المفرّغ الحميري" اذ قال : "ألا ليت اللحى كانت حشيشاً*** فنعلفها خيول المسلمينا.
لئلا اطيل عليكم, الغرض من هذا المقال المقتضب ليس طعنا في زي الحية او في من اتسم بها. فيكفيك شرفا ايها المسلم الملتحي أنك تواظب على السنة النبوية مظهرا وجوهرا. لا خلاف ولا اعتراض على ذلك, ومن يفعل فهو من الجهال البلهاء لافرق بينه وبين المتنطع المقلد المتشدد شيئاً سوى اختلاف المسمى. هذا المقال ليس الا نقد بناءٌ لشقٍ هدام أبرزته الحركة الأسلامية وروجت له. انه شق السلفية المقلدة المتشددة والتي أثبتت فشلا زريعا منذ أن ظهرت في بلاد المسلمين. وهاهي الآن توصد أبواب النصح ومنافذ الشفقة على حال المسلمين الذي لطالما اتخذوه غرضاً للوصول لما يريدونه وتشريب الناس كل ما يعتقدونه. فشغلوا الناس بالقشور وألهوهم بمجادلات جانبية ومماحكات تافهة وشطحات متنطعة لردح طويل من الزمان. فاذا بجيل كبير يخرج تافه الفكر عديم الثقافة, يجهل اصول الدين والحياة بينما ينشغل بدراسة ما سواها. فاقل ما يقال انهم ضلوا وأضلوا الكثير والكثير. وهاهو الاوان قد حان جديا للتخلص من هذا الفكر العقيم الذي لم يصيبنا من وراءه الا الانحطاط والتبعية والتقليد وغيرها من سمات التدهور الغير مشروط. دعونا نجرد حياتنا و ديننا من كل ماغشيهما ولنتحرى المأخذ من ينابيع صحيحه التي هي في متناول اليد وأمام العين. فلنأخذ من الكتاب والسنه وآراء السلف الصالح من الأئمه ولنترك ‏بعد ذلك ما جد وعرض. ولنعيش في الواقع ولا نهيم في الماضي كثيرا خشية التيه والتخبط. ولدي استدراك صغير هنا من أن الحركة الاسلامية, مع اختلافي الشخصي مع المسمى جملة أو تفصيلا, الا أن فيها فرقة قائمة على الحق لا يضرهم من خانهم أو خذلهم وهؤلاء هم المخاطبون بهذا المقال. اسال الله سبحانه وتعالي لنا السعاده جميعا وأن يسدد خطانا ويوفقنا الى الخير والنصح لوجهه الكريم. 

No comments:

Post a Comment